مقالات وأراء

د. خالد السامولى يكتب : الوقت والعمر والعمل

الوقت هو أحد الموارد النادرة التي يجب أن يحسن الإنسان استغلالها إذا ما أراد أن تكون له بصمة في مسيرة حياته الشخصية, حيث أنه موزع بالتساوي بين فئات الناس والاختلاف في كيفية استغلاله وإدارته بحكمه, و الوقت أكثر من المال.. ينبغي أن نضع له الخطط.. ثم نضع أولاً خطة سنوية تحتوي على أهم القضايا التي ينبغي إنجازها.. ثم نضع خطة شهرية أكثر تفصيلاً توزع عليها أعمال السنة.. ولا ندع أسبوعاً ينتهي قبل تجهيز خطة الأسبوع الذي يليه، وبرنامج العمل الذي ينبغي أن ينجز خلاله.  ومنذ أكثر من ألفي عام في اليونان كتب ثيوفراستوس، ( الوقت هو أغلى ما ينفقه الإنسان).

إن وحدة القياس في الزمن هي الساعة، والذي يتكرر منها في اليوم أربع وعشرون ساعة، والذي يتكرر من الأيام هو الأسبوع أي سبعة أيام، ولا يتكرر غير ذلك، فإن الشهور والسنين أيام، فإذا شُغلت ساعات اليوم، ثم شُغلت السبعة أيام، فقد شغل العمر كله، فمن نظم شئونه خارج اليوم، أو خارج الأسبوع فلم يحكم شأنه، ولم يبلغ شأوه.

والعمر هو الوقت الذي يقع فيه العمل. فالفكرة واللفظة , والفعلة كلها أعمال تستغرق وقتنا. وقد فرض الله علينا أن يكون العمل لله وحده، وبذلك يكون العمر الذي هو الوقت، والعمل الذي يقع فيه هو الدين الذي يحاسبنا الله عليه، ولأن دينه الإسلام منهج لكل الحياة. وقد تتوافر القوى ولا يتوافر الوقت، لأن الأعمال والواجبات أكثر من الأوقات، فالمطلوب حسن تنظيم الوقت والأعمال بترتيبها، مع الحرص على الوقت من الضياع، إما بلا عمل رغم تزاحم الأعمال المطلوبة، وإما ضياعها في عمل أقل أهمية وأقل عائد. وقد تتوافر القوى ويتوافر الوقت وتتخلف الإرادة والعزم والهمة، فتصبح القوى معطلة والوقت فارغ من العمل وهذا أقبح ما يسأل عنه الإنسان، فنعوذ بالله من العجز والكسل، ومن الغفلة والتلهي. وقد تتوافر القوى ويتوافر الوقت، مع وجود العزم والإرادة، ولكن لا يحسن إدارتها وتوظيفها، حيث قد تستخدم في غير ما فائدة تذكر، أو تستخدم في غير ما يجب، إذ قد يعمل أعمالاً غير الواجب عملها، أو يعمل أعمالآً للدنيا كان يجب أن تكون لأعمال الآخرة، أو ينشغل بفضائل الأعمال ويترك بعض الواجبات، وهذا مطلوب منه تنظيم تلك الشئون، مع الحرص على أن يسعها الوقت.

ويعرف الوقت بأنه مقدار من الزمن قدر لأمر ما، وهو يشير إلى وجود علاقة منطقية لارتباط نشاط أو حدث معين بنشاط أو حدث آخر، ويعبر عنه بصيغة الماضي أو الحاضر او المستقبل ، ولقد تم التعارف على تحديد وحدة قياس الوقت بالساعة أو أجزائها. ولقد أقسم الله سبحانه وتعالى بأجزاء معينة من الوقت (الليل والنهار والفجر والضحى والعصر) ويتفق المفسرون على أن الله إذا أقسم بشئ من خلقه ليلفت النظر إليه وينبه الناس على جليل منفعته. الوقت مورد فريد في نوعه إذ أن كل شخص يملك منه نفس المقدار. كل عمل يحتاج إلى وقت لا يمكن شراؤه. وإنما الحل الحقيقي الوحيد هو استخدام أفضل للوقت المتاح لنا , الوقت هو الكلمات في اللغة التي يفهما كل شخص، لكنه يصعب عليه تحديدها. برغم أن مفهوم الوقت عالمي فإن كل شخص لديه تعريفه الخاص للوقت، فهو المال – الوقت لا يمكن استعادته –مقدار الوقت هو نفسه للجميع 24ساعة كل يوم،52 أسبوعاً في السنة – يمكن تعظيم وزيادة الوقت (تعلموا الفرق بين الكمية والنوعية )- يمكن تضييع الوقت، فالكثير من ظواهر التقدم التكنولوجي الحديث الذي يجعل حياتنا أكثر إنتاجية وراحة هي أيضاً من مضيعات الوقت الرئيسية.. وللحديث بقية إن شاء الله بحوله وقوته .

 

 

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »